استخدام الذكاء الأصطناعى فى عملية التدقيق وتأثيرة على وظائف المراجعين
استخدام الذكاء الأصطناعى فى عملية التدقيق وتأثيرة على وظائف المراجعين
تلعب تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي دورًا حيويًا ومتطورًا في كيفية فهمنا للعالم من حولنا وتعاملنا معه، لكن يبقى السؤال ما هو دور الذكاء الاصطناعي بالنسبة للمدققين.
نظرة تاريخية
ركزت أول مشاريع الذكاء الاصطناعي، منذ أكثر من 60 عامًا، على مهام مثل ترجمة اللغات وفي ذروة الحرب الباردة، موّلت حكومة الولايات المتحدة مشروعًا لتحديد ما إذا كان بإمكان الآلة أن تترجم بين اللغتين الإنجليزية والروسية، لكن كان نجاح المشروع محدودًا بسبب القدرة الحاسوبية المتاحة حينها.
كما أن التطورات الحديثة، مثل برنامج IBM Watson الذي هزم البطل الفائز في برنامج Jeopardy لعام 2011 وبرنامج AlphaGo الذي تغلب على لاعب بشري محترف في لعبة Go في عام 2015، قد قربت المسافة إلى ابتكار أجهزة الحاسوب المفكرة.
فقد أصبح الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المرتبطة به، التعلم الآلي، قادرين على الفهم والتعامل مع العالم بشكل كبير، لكنهم لم يصلوا إلى المستوى حيث يمكن استبدال الفروق الدقيقة وعنصر الإلهام البشري.
يعمل الذكاء الاصطناعي على تحويل صناعة المحاسبة من خلال معالجة كميات كبيرة من بيانات العملاء للإبلاغ عن السلوكيات والاتجاهات والانحرافات. بالنسبة للتدقيق، يوفر الذكاء الاصطناعي أساليب متقدمة لفهم دفاتر الأستاذ، واكتشاف الأخطاء الجوهرية، والإبلاغ عن المخاطر التي يتعرض لها العملاء.
كيف يساعد الذكاء الاصطناعي المدققين؟
يعمل الذكاء الاصطناعي على أتمتة العديد من المهام التي كانت تتم يدويًا في السابق، مثل استيعاب البيانات، ويقوم بتحليل 100% من البيانات دون مطالبة الإنسان بإنشاء اختبارات أو كتابة برامج نصية أو تذكر جميع القواعد.
يتمثل المفتاح لمستقبل التدقيق في تغيير الذكاء الاصطناعي لتعريف الضمان المعقول، من خلال فهم دفتر الأستاذ بشكل كُلي وتحديد الانحرافات استنادًا إلى المخاطر، بدلًا من القواعد.
في حالة الضمان المستند إلى المخاطر، يتم تحديد المعاملات التي يتم إخضاعها للتحقيق استنادًا إلى كيفية انحرافها عن مجموعة البيانات، مثل المدفوعات أو الأنشطة غير الاعتيادية التي لا يتم اكتشافها عادةً بواسطة ممارسات الاختبار التقليدية. في حين يعتمد البشر على التقدير وأخذ العينات العشوائية، وهو ما يستغرق وقتًا طويلاً ويتأثر بالعناصر المفقودة، نجد أن الذكاء الاصطناعي يحلل المعلومات بسرعة ليكشف عن مخاطر لم تخطر على البال من قبل.
كما تتميز النظم القائمة على الذكاء الاصطناعي بميزة التعلم المستمر والتكيف مع البيانات. عند إدخال المزيد من المعلومات ومعالجتها يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل البيانات الثانوية والعلاقات فيما بين تلك البيانات مع الدعم من مئات المتغيرات.
كما يعمل الذكاء الاصطناعي على تقليل حجم العمل على عاتق كلًا من الشركة والعميل، حيث تقل الحاجة إلى طرح أسئلة على العميل بشكل متكرر، وذلك من خلال امتلاك دفاتر الأستاذ العامة الكاملة وتحليلها، مع القليل من الجهد اليدوي. يتمتع المدققون بحرية استكشاف والتعمق في التفاصيل، مما يوفر صورة مالية أكثر قوة من أي وقت مضى.
تأثير الذكاء الاصطناعي على القوة العاملة
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل المحاسبين؟ الإجابة بالتأكيد هي "لا". فلا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل خبرة وتقدير المدققين، كما لا يمكنه فهم وإدارة العلاقات بين الشركات والعملاء.
يعمل الذكاء الاصطناعي جنبًا إلى جنب مع البشر لأتمتة وتسريع مهام البيانات الكبيرة والمعقدة، كما أنه يساعد على صنع القرارات عندما يتعلق الأمر بتحديد الأخطاء والمخاطر. إنه عبارة عن تقنية تحويلية، وبالتالي يجب على أي شركة أن تدرس بعناية استراتيجية تطبيق هذه التقنية والأطر الزمنية الخاصة بها.
لكن الذكاء الاصطناعي يعمل بالفعل على تحسين نطاق وجودة مهام العمل وتقديم مستوى أكبر من الضمان للعديد من الشركات في جميع أنحاء العالم. من الضروري أن تستكشف الشركات ما يحققه الذكاء الاصطناعي وتأثير تطبيقه ومن ثم تقرر ما يناسبها.
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم، هل يجب التمسك بالأدوات والممارسات التقليدية أو تبني وتطبيق تقنية الذكاء الاصطناعي بما له من مميزات وتأثيرات على الفور وفي الحال؟
ليست هناك تعليقات