مقدمة فى محاسبة التكاليف

مفهوم التكاليف وتبويبها

أدت الثورة الصناعية التى قامت فى القرن الثامن عشر إلى انتقال طريقة التصنيع للخامات والمواد من طريقة يدوية إلى طريقة نصف آلية ومن ثم طريقة آلية. وأدى ذلك بدورة إلى تطور صناعى وحضارى كبيرين رافقهما تطور فى الفكر المحاسبى. ونتيجة لتطور حاجات الفرد ورغباته دخلت الشركات المنتجة مجال المنافسة والصراع على تقاسم الأسواق، فكان تخفيض التكلفة هو القاعدة السليمة  لتخفيض الأسعار. وللخروج من هذه المنافسة بنجاح فقد تطلب ذلك تطوير وسائل الإنتاج وتقسيم العمل ودخول مجال التخصص وتشديد الرقابة على عناصر التكاليف، وأصبحت الإدارة بحاجة إلى معلومات وبيانات داخلية عن سير العمل تتناول التكاليف والأرباح، ولعجز المحاسبة المالية فى إمداد الإدارة بالمعلومات وبالبيانات التحليلية والتفصيلية اللازمة، ظهرت محاسبة التكاليف كأحد فروع علم المحاسبة وأصبح لها أهداف واضحة كما أصبح لها من الأسس العملية ما يميزها عن غيرها من بقية الفروع.ولقد ساهم عدد من فروع المعرفة فى تطوير محاسبة التكاليف مثل الإدارة والإقتصاد والهندسة والإحصاء فاستخدم المحاسبون عدداً من النماذج الرياضية والإحصائية فى تحليل عناصر النفقات إلى مباشرة وغير مباشرة بما يحقق أهداف محاسبة التكاليف، وأعطيت أهمية خاصة لتحمل المصروفات غير المباشرة على وحدات الإنتاج وجرى تقسيم المنشأة إلى مراكز تكاليف نوعية ومراكز مسؤولية فى هذا الإطار.